ما هي أبرز دلالات الخسائر البشرية الإسرائيلية خلال طوفان الأقصى؟
تكشف حصيلة الخسائر الإسرائيلية، بعد اليوم الأول من معركة وعملية طوفان الأقصى، عن الكثير من الحقائق حول انحدار وضع الكيان المؤقت، وأبرزها تلك التي ترتبط بقواته العسكرية.
فمنذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى، تكبّدت هذه القوات العسكرية خسائر كبيرة في صفوفها، ما أظهر حقيقتين تصيباها: تراجع الحافزية القتالية لدى ضباطها وجنودها، وهو ربما الذي أثّر على ضعفهم خلال الالتحام المباشر مع المقاومين الفلسطينيين (الذين أثبتوا امتلاكهم لروحية وبراعة قتالية عالية بالرغم من عدم تكافؤ الإمكانيات المادية).
وأبرز دليل على الحقيقة الأولى، ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية من مقطع فيديو، يوثق قيام أحد الضباط في الجيش الإسرائيلي بالصراخ، رفضاً لاختياره كي يكون أحد الذاهبين لمواجهة مقاومين في مستوطنة سديروت، ومطالباً بنزول كل القيادات وليس هو فحسب. كما نشرت العديد من الوسائل الإعلامية في كيان الاحتلال خلال الفترة الماضية، تصريحات لقادة وجنرالات عسكريين إسرائيليين، ينتقدون فيها تراجع الحافزية القتالية لدى أفراد الجيش والشرطة في الكيان، كاشفين عن وجود رغبة لدى أغلب المنضمين الى القوات العسكرية، في التوجّه نحو الوحدات التكنولوجية، وإحجامهم عن الالتحاق بالوحدات القتالية خوفاً على حياتهم. وهذا ما أشار إليه الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة في ردّه على تهديدات نتنياهو عندما خاطبه قائلاً: “بماذا تهددنا اليوم يا نتنياهو؟ بالجنود الذين فرّوا من أمام مقاتلينا؟”، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي “تساقط كالجراد أمام مقاتلينا”، مشدداً بأن “تهديد غزة وأهلها لعبة خاسرة وأسطوانة مشروخة، وبأي جيش تهددنا بالذي تساقط أمامنا وفروا بالمئات تاركين أسلحتهم ودباباتهم أمام مقاومينا؟”.
الضعف القتالي لدى الجنود والضباط
أمّا الدليل على الحقيقة الثانية، فهو في إحصاءات الخسائر الإسرائيلية حتى الآن:
1)كشفت مصادر خاصة للخنادق بأن عدد القتلى في الكيان تجاوز الـ 1000 بين مستوطن وجندي (بينهم قادة كبار في جيش الاحتلال يتقدمهم قائد لواء الناحال يوناتان شتاينبرغ). وهذا ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم (المُلزمة دائماً بالإحصائيات التي يسمح الشاباك بنشرها)، حينما أعلنت خلال ساعات قليلة ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين من 300 الى 400 لترسو على 600 وأكثر من 2000 جريح بينهم 20 حالة حرجة جدا و330 خطيرة. وهذا ما يؤكد بأن عدد القتلى حتى هذه اللحظة أكبر بكثير مما هو معلن، لكن سلطات الاحتلال تعمد الى تهيئة رأيها العام للأرقام الحقيقية.
2)ومن اللافت أن هناك عدد كبير من القتلى الإسرائيليين هم من القادة العسكريين الكبار والجنود في الوحدات النخبوية لجيش الاحتلال. فقد نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، أسماء وصور 44 ضباطا ومجندا قتلوا خلال معركة “طوفان الأقصى”. وكان قد اعترف في مرحلة أولى، أسماء 26 قتيلا، ليعلن بعدها بمدة قصيرة أسماء 18 آخرين، بذريعة أن عدد القتلى لم يتم حصره حتى الآن بسبب سيطرة المقاومين على عدة أماكن ومواقع عسكرية ما زالت الاشتباكات في بعضها جارية حتى اليوم.
والأمر اللافت أيضاً بأن معظم القتلى هم من لواء غولاني والكوماندوس والاستخبارات والمظليين والجبهة الداخلية، وهي وحدات وقيادات عسكرية من الأهم والأكثر تجهيزاً وتدريباً في جيش الاحتلال.
واعترف الإسرائيليون بأنه من بين القتلى قائد لواء ناحال يوناتان شتاينبرغ (لواء نخبة مشاة)، ونائب قائد وحدة ماجلان (وحدة استطلاع قتالية خاصة وهي الأكثر غموضاً)، وقائد كتيبة تكشوف، وكذلك قائد كتيبة الاتصالات، إضافة إلى قائد سرية وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية.
3)أمّا على صعيد الأسرى، فقد كشفت مصادر الخنادق، بأن عدد الأسرى الموجودين لدى المقاومة في قطاع غزة، يتجاوز الـ 100 جندي وضابط ومستوطن. وهذا ما أشار إليه أبو عبيدة في رده على تهديدات نتنياهو أيضاً عندما كشف بأن أعداد الأسرى الإسرائيليين أضعاف مضاعفة مما يعتقد نتنياهو. مضيفاً بأن الاسرى موجودين في كل محاور قطاع غزة وسيجري عليهم ما يجري على اهالي القطاع.
الكاتب: موقع الخنادق