بن سلمان اتخذ قراراً استراتيجياً بالتطبيع مع إسرائيل
موقع نيوز 1
يوني بن مناحيم
تتحرك المملكة العربية السعودية ببطء نحو التوصل إلى اتفاق ثلاثي مع الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وهي تتفهم الاعتراض الأميركي الإسرائيلي على أنها ستخصب اليورانيوم لإنتاج الأسلحة النووية، كجزء من الاتفاق، وتقول إنها ستوافق على زيادة الإشراف على أنشطتها النووية، فإن مثل هذه الخطوة قد تعزز استكمال المفاوضات والتعاون مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بإنشاء منشأة لتخصيب اليورانيوم على أراضي المملكة العربية السعودية.
ويبدو أن ولي العهد، محمد بن سلمان، مهتم بالتحرك بسرعة نحو هذه الصفقة حتى في عهد إدارة بايدن، فبعد أن شجع الإمارات والبحرين في السابق على توقيع اتفاقيات تطبيع مع “إسرائيل”، فإنه ينوي هو نفسه إغلاق مثل هذه الصفقة لصالح المملكة العربية السعودية.
يقود الأمير محمد المملكة العربية السعودية لتصبح دولة رفاهية متطورة وناجحة في الشرق الأوسط والتي ستكون رمزًا للاستقرار وإلهامًا لدول أخرى في المنطقة؛ ولهذا فهو يعمل بكل قوته على تعزيز “رؤية 2030” التي وضعها لبلاده، ويعمل على تقليل الاحتكاكات الإقليمية للسعودية مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط إلى الحد الأدنى الممكن.
ولهذا السبب، وبمساعدة الصين، تصالح مع إيران وأعاد العلاقات الدبلوماسية معها بعد انقطاع دام سبع سنوات، إلا أنه يتوخى الحذر ويعد الخيار بأن شهر العسل الجديد هذا لن يستمر لفترة طويلة ويتطلع عن طريقة لحماية بلاده في حال انتقلت إيران إلى إنتاج الأسلحة النووية.
وفي الوقت نفسه استضافت السعودية وفداً من المتمردين الحوثيين في الرياض وتحاول التوصل إلى اتفاق معهم بشأن إنهاء الحرب، ويدرك ولي العهد السعودي أن نقطة ضعف السعودية هي حدودها الجنوبية مع اليمن وأن الحوثيين يدركون أن نقطة الضعف في السعودية هي حدودها الجنوبية مع اليمن، حيث أصبح المتمردون خطراً عسكرياً على بلاده بمساعدة إيران.
ويعتبر بن سلمان “أقوى رجل” في السعودية والمرشح الأبرز ليصبح الملك المقبل بدلاً من والده المسن الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو يحاول الآن تعزيز مكانته بشكل أكبر وترك وراءه كل الأمراء الذين ينافسونه في معركة الخلافة، لذلك فهو يعزز العلاقات الاقتصادية مع الصين ومع روسيا، ويطمح إلى تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة يضمن، في رأيه، أمن المملكة ضد الخطر الإيراني، كما يحاول تجنب أي احتكاك إقليمي، لذا فقد قام بتحسين العلاقات مع تركيا وعمل بقوة على إعادة سوريا إلى حظيرة الجامعة العربية.
ولي العهد السعودي مهتم جداً بالتطبيع رسمياً مع “إسرائيل” وإخراج العلاقات السرية معها إلى الخزانة، فـ”إسرائيل” تعتبر قوة إقليمية قوية في نظره ويرى أن توطيد العلاقة معها سيقوي السعودية بشكل كبير في كافة المجالات.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن المطالب السعودية من “إسرائيل” كشرط للتطبيع لا تزال غير واضحة، وفي مقابلة أجراها بن سلمان مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية الأسبوع الماضي، تحدث عن ضرورة حل المشكلة الفلسطينية لكنه امتنع عن التطرق إلى مصطلح إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في المقابل، تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان صراحة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لحل القضية الفلسطينية.
والسؤال الذي لم يتضح بشكل قاطع بعد هو ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستصر على تقاضي ثمن باهظ من “إسرائيل” بشأن القضية الفلسطينية، مثل الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس ونقل الأراضي في الضفة الغربية إلى السيادة الفلسطينية الكاملة كشرط للتطبيع، أم أنها ستكتفي بإجراءات اقتصادية وإنسانية واسعة النطاق من جانب “إسرائيل” تجاه السلطة الفلسطينية من أجل تعزيز موقفها.
ويتجاهل ولي العهد السعودي الضغوط الإقليمية التي يمارسها “محور الشر” بقيادة إيران لتجنب التطبيع مع “إسرائيل”، وقد اتخذ قراراً استراتيجياً بالتطبيع مع “إسرائيل” وسيتحمل خطراً محسوباً.
ويقدر بن سلمان أن السعودية قد تضعف في السنوات المقبلة، وأنها لن تكون قادرة بعد الآن على الاعتماد على قوة الأسلحة النفطية، في حين أن إيران، التي أصبحت بالفعل دولة عتبة نووية، يمكنها إنتاج أسلحة نووية في وقت قصير، ولذلك فهو يحاول إبرام صفقة مع إدارة بايدن و”إسرائيل” والاستفادة من الضعف السياسي للرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو.
إنه يريد ضمان استمرار وجود المملكة العربية السعودية كمملكة قوية وقائدة للعالم العربي والإسلامي.
ويطمح بن سلمان إلى جعل المملكة العربية السعودية لاعباً أكثر تأثيراً في الشرق الأوسط وتعزيز استقرارها الداخلي والإقليمي، ويحاول تقليل اعتماد السعودية على النفط كمصدر رئيسي للدخل وتنويع مصادر دخل السعودية وجعلها دولة جاذبة للسياحة الدينية وكذلك في مجالات الثقافة والرياضة.
وكان الهدف من مقابلته -باللغة الإنجليزية مع شبكة فوكس نيوز- إظهار الوجه الجديد لجيل الشباب في السعودية وإقناع أعضاء الكونجرس بدعم الصفقة الثلاثية مع إدارة بايدن و”إسرائيل”.