وكالة تسنيم الدولية للأنباء – في مثل هذه الأيام قبل 12 عاما، استشهد الجنرال حسن طهراني مقدم، رئيس مؤسسة الاكتفاء الذاتي التابعة لحرس الثورة الإسلامية، وعدد من زملائه، إثر انفجار في ثكنة الغدير التابعة للحرس الثوري في بيدجنه بملارد.
لكن ما حدث في هذه الحادثة كان أبعد بكثير من استشهاد أحد قادة الحرس الثوري. في الواقع، استشهد في هذا الحادث أب البرنامج الصاروخي للجمهورية الإسلامية الإيرانية والشخص الذي أسس القوة الصاروخية الإيرانية.
مع استشهاد الجنرال طهراني مقدم، اعتقد البعض أن إيران لن تكون قادرة بعد الآن على مواصلة برنامجها الصاروخي بقوته السابقة، ولكن على عكس هذه الفكرة، فمنذ ذلك الحين، بدأ برنامج ترقية القوة الصاروخية من قبل أصدقاء ورفاق الحاج حسن مقدم بقوة ويتم الكشف كل عام تقريبا عن صاروخ جديد.
واليوم أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية القوة الصاروخية الأولى في المنطقة وواحدة من أكبر القوى الصاروخية في العالم بامتلاكها مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية.
يوم السبت، أعلن الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله، استخدام صاروخ بركان الجديد برأس حربي زنة 500 كيلوغرام ضد قواعد الكيان الصهيوني، وفي هذه المناسبة نتاول القوة الصاروخية لمحور المقاومة في المنطقة ودور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حصول المقاومة على القوة الصاروخية.
منذ عام 2006 وبعد حرب تموز، ظهرت القدرة الصاروخية لمحور المقاومة، وفي الوقت نفسه بدأت التكهنات حول تعاون إيران مع قوى محور المقاومة في المجال الصاروخي.
ومنذ ذلك الحين، نُشرت العديد من الصور للصواريخ التي بحوزة محور المقاومة، والتي يشبه الكثير منها الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الإيرانية.
وخلال معارك المقاومة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني واستخدام صواريخ فجر 5، تعززت هذه التكهنات حتى عام 2013 عندما أعلن الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان بوضوح أن جميع الصواريخ التي بحوزة حزب الله في لبنان هي إيرانية، ومنذ عام 2006، يمتلك الحزب صواريخ فاتح 110.
وفي أغسطس من عام 2019، وبعد 13 عامًا من حرب تموز، نشر حزب الله صورة لاستهداف الفرقاطة “ساعر 5” الإسرائيلية في هذه الحرب، حيث استخدم حزب الله صاروخ كروز مضاد للسفن مشابه للصاروخ الإيراني “نور” والذي يبلغ مداه 120 كيلومترا.
وبهذا أصبح من الواضح أن حزب الله مجهز بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وقادر على استهداف أبعد النقاط في الأراضي المحتلة.
وبعد سنوات قليلة، نُشرت صور لتجربة صاروخ للجيش السوري يحمل اسم “تشرين”، أظهرت أن هذا الصاروخ يشبه إلى حد كبير أيضاً صاروخ فاتح 110 الإيراني.
لكن خلال عدوان التحالف السعودي على اليمن والعمليات العديدة للوحدات الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية ضد السعودية والإمارات، وكذلك العرض الأخير للقوات المسلحة اليمنية، تم الكشف عن الصواريخ والمستخدمة، والتي توجد أمثلة مماثلة لها أيضًا في القوات المسلحة الإيرانية. وعززت هذه القضية التكهنات بشأن التعاون بين إيران والمقاومة اليمنية في مجال الصواريخ.
وتدريجياً دخل اليمنيون مجال تصميم وإنتاج الصواريخ الجديدة، وبذلك قامت القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية بانتاج صواريخ متطورة مثل صواريخ ذو الفقار وحاطم وقاصم وفلق وفالق في مجال الوقود السائل والوقود الصلب.
وفي مجال كروز، صنع اليمنيون أيضا صواريخ مثل صواريخ كروز الهجومية الأرضية من طراز قدس وصواريخ كروز مندب وروبيج المضادة للسفن.
وفي العرض الأخير لليمن عرضوا صواريخ تحمل اسم طوفان الذي يشبه صاروخ “قدر” الإيراني وصاروخ عقيل الذي يشبه النموذج المحسن لصاروخ “قيام” الإيراني، وأظهرت ورقة أخرى من قدراتهم الصاروخية.
لكن خلال عملية طوفان الأقصى، ظهرت مظاهر جديدة للقوة الصاروخية لمحور المقاومة، لم يسبق أن تناولتها وسائل الإعلام من قبل. وخلال هذه العملية أظهرت المقاومة الإسلامية في العراق قوتها الصاروخية لأول مرة بإزاحة الستار عن صواريخ الأقصى 1 وصاروخ كروز يشبه صواريخ كروز “قدس” اليمنية و”باوه” الإيرانية، وبعد ذلك، ظهرت صور استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، من قبل صواريخ الأقصى 1 الشبيهة بصواريخ “فاتح” الإيرانية.
ومن جهة أخرى، أظهر اليمن قدرته على تنفيذ مثل هذه العمليات وفتح جبهة جديدة ضد الصهاينة من خلال تنفيذ العديد من العمليات الصاروخية والطائرات المسيرة وإطلاق جميع أنواع الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات الانتحارية المسيرة على ميناء إيلات جنوب الأراضي المحتلة.
ورغم نجاح الصهاينة في اعتراض بعض هذه الصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن هجمات أنصار الله تسببت في تحويل إسرائيل جزءا من قدراتها الدفاعية إلى جنوب الأراضي المحتلة والتصدي لهجمات القوات اليمنية وعدم قدرتها على التركيز على جبهة واحدة.
واستمر هذا الصعود الصاروخي لمحور المقاومة حتى يوم السبت عندما أشار الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله إلى مسألة جديدة وهي استخدام صواريخ “بركان” لاستهداف قواعد جيش الكيان الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة.
ومنذ وقت ليس ببعيد، تم نشر شريط فيديو لعملية حزب الله ضد قاعدة إسرائيلية، مما عزز التكهنات حول استخدام حزب الله لصواريخ بركان.
والآن، أثبت حزب الله، من خلال نشره فيديو إطلاق صاروخ بركان، أنه استخدم هذه الصواريخ لاستهداف قاعدة هونين- راميم لأول مرة خلال الحرب الأخيرة.
صواريخ بركان هي نوع من الصواريخ المدفعية التي لها هيكل بسيط للغاية. ويتكون هذا الصاروخ من جزأين رئيسيين، الرأس الحربي والمحرك الدافع، ولا يحتوي على نظام توجيه وتحكم.
ويحتوي الرأس الحربي لهذا الصاروخ على ما بين 300 إلى 500 كيلوغرام من المتفجرات، ويقدر أن مداه حوالي 7 كيلومترات، كما يبدو في الصور المنشورة أن صواريخ بركان تستخدم نفس قوة الدفع التي يستخدمها صواريخ “فلق”. وتتمتع هذه الصواريخ برؤوسها الحربية القوية بقوة تدميرية عالية، وبالتالي فهي خيار مناسب لاستهداف القواعد الإسرائيلية على الجدار الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وتظهر الصور المنشورة أن لبركان عينات مماثلة لدى فصائل المقاومة الأخرى. ومن الأمثلة على هذا الصاروخ صاروخ “قاسم” التابع لحركة الجهاد الإسلامي، وصاروخ “اشتر” الموجود لدى قوات الحشد الشعبي العراقي.
والآن، مرت نحو 14 سنة منذ أن أرسلت رسالة من الشهيد الحاج حسن طهراني مقدم إلى المقاتلين الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة من حرب الـ 22 يوماً علمهم فيها كيفية صنع صواريخ وقذائف صاروخية جديدة، حيث تمكن محور المقاومة بالاعتماد على المعرفة الصاروخية التي رسخها الشهيد طهراني مقدم من تحقيق مستوى عال من القدرة الصاروخية وإنشاء شبكة صاروخية متكاملة في داخل المحور لتغيير موازين القوى في المنطقة وتحقيق رغبة الرجل الذي كان يريد تدمير إسرائيل.
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-13 07:32:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي